(+1) 315 994 9992
6 خطوات للعثور على المستشارين الخاصين بك

6 خطوات للعثور على المستشارين الخاصين بك

  • Category: عام
  • التاريخ 26-05-2024

تشير “ماري بارا”، الرئيس التنفيذي لشركة “جنرال موتورز”، إلى أن القادة الأفضل غالبًا ما يسعون إلى إنشاء شبكة من المستشارين، وتضيف قائلة: “ينسب بعض رواد الأعمال والمديرين التنفيذيين الفضل إلى مستشار واحد أو اثنين من الأشخاص الرئيسيين لتدريبهم على النجاح، لكنني أعتقد أن التوجيه الفعال يتطلب شبكة كاملة”.

ففي الوقت الذي يسعى فيه رواد الأعمال المبتدئون لحل كافة مشاكلهم بأنفسهم، يعلم القادة الذين يتمتعون بقدر أكبر من الثقة ما هي الحلول المناسبة، وهو ما ذكره صراحةً “ريتشارد برانسون”، مؤسس مجموعة “فيرجن”، عندما قال: “إذا سألت أي رائد أعمال ناجح، فسوف تجد لديه دائمًا مرشد عظيم في مرحلة ما على طول الطريق”.

ورغم اختلاف وجهات النظر والآراء حول هذه القضية، فإنه وعلى أرض الواقع، عادةً ما يبحث قادة الأعمال على المشورة ويأخذونها من مصادر متعددة، ثم يقومون بتسوية الاختلافات، وملاحظة القواسم المشتركة قبل اختيار أفضل طريق للمضي قدمًا، وبالطبع، لا يتم تشييد مثل هذه الشبكة من المستشارين بشكل عشوائي، ولكن يحتاج الأمر في البداية إلى إنشاء بطاقة أداء لبناء هذه الشبكة، واستقطاب الأفضل من بينهم.

بطاقة أداء المستشارين

يعتقد البعض خطأً أن أفضل المستشارين يأتون في صورة أبطال خيالية وأنهم أكبر من الحياة، كونهم يمتلكون ألقابًا بارزة، وينشئون علاقات مع أشخاص مشهورين، ولكن مثلما يتطلب التوظيف الجيد بطاقة أداء للتركيز على النتائج والسمات، كذلك الأمر بالنسبة لبناء شبكة من المستشارين، مع اختلاف أن النتائج المرجوة ستكون خاصة بك وحدك، وهناك سمتين عالميتين لابد أن يتسم بهما المستشار الفعال وهما، الموضوعية والتعرف على الأنماط، دعونا نتناول كل منهما بإيجار.

الموضوعية

أفضل تعريف للموضوعية هو الإخلاص للحقائق، إلى جانب الوعي الذاتي بالتحيزات الشخصية التي تأتي مع وجهة نظر الفرد، وترتبط هاتان السمتان ببعضهما ارتباطًا وثيقًا لا ينفصل، فعندما يعالج عقلنا مشكلة ما، فإن عملية تفكيرنا لا تخلو أبدًا من التحيز العاطفي. 

بالطبع، قد يؤدي هذا التحيز العاطفي إلى التفاؤل المبالغ فيه، أو الخوف غير الضروري، أو شلل عن اتخاذ القرار، أو على الأقل يقلل من دقة عملية صنعه لدينا، كما أن هذا التحيز العاطفي يدفعنا إلى الانحراف عن المسار الذي كان من المفترض أن تأخذنا إليه الحقائق.

وقد لاحظ قسم الفلسفة في جامعة “ستانفورد” في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة أن “البشر يختبرون العالم من منظور أن محتويات التجارب [الفردية] تختلف اختلافًا كبيرًا باختلاف وجهة نظرهم، والتي تتأثر بوضعهم الشخصي، وتفاصيل جهازهم الإدراكي، ولغتهم، وثقافتهم”.

بينما تتمثل ميزة طلب المشورة في أن المستشارين الخارجيين يبلغون وجهتهم عمومًا بتحيز عاطفي أقل من الأشخاص الذين يحلون مشاكلهم بأنفسهم، وهذا لا يعني أن المستشارين ليس لديهم تحيز، بل لديهم القليل منه، ولكن هذا التقليل من التحيز، في حد ذاته، هو فائدة لطلب النصيحة وأخذها.

ونظرًا لأنه يمكننا فعل الأفضل دائمًا بمجرد تقليل التحيز، لذا، وأثناء قيامك ببناء فريق المستشارين الخاص بك، ابحث عن هؤلاء الأشخاص الذين يتمتعون بدرجة عالية من الموضوعية وطاردهم من خلال الوعي الذاتي بالتحيز الذي لديهم، ولاحظ كيف يجيبون على أسئلتك.

من المؤكد أن المستشارين المتميزين سيجيبون على أسئلتك بموضوعية لأنهم يتمتعون بقدر كافٍ من التأمل، وليس بقدرة خارقة على حل المشكلات، فالموضوعية هي التي تسمح لهم بتقييم البيانات بدقة وسرعة أكبر، لذا، حاول جاهدًا أثناء قيامك بتحديد المستشارين المحتملين وتنمية شبكتك، أن تكون متيقظًا لموضوعية الشخص باعتبارها سمة أساسية للمرشد القوي.

التعرف على الأنماط

عادة ما نتعرف على الأنماط عندما نواجه موقفًا يؤدي إلى مجموعة من التجارب التي يتم الوصول إليها من ذاكرتنا على المدى الطويل، وحينها نلاحظ أحداثًا مماثلة، ما بين نجاح أو فشل لأساليب مختلفة في التعامل مع مثل تلك الأحداث لأننا وببساطة نقوم بتخزين معظم تلك المعلومات، في حين، تقوم أذهاننا لاحقًا بالبحث في داخلها عن أحداث مماثلة شهدناها في الماضي، وتتم معالجة الخلفية في المقام الأول دون وعي مباشر، وهي نموذج لما تقوم به أجهزة الكمبيوتر الآن ويشار إليه بالذكاء الاصطناعي.

كما يعد التعرف على الأنماط بشكل أكثر دقة من المعرفة المباشرة، على سبيل المثال، لمس سطح ساخن وإدراك عدم القيام بذلك مرة أخرى، لذا، فإننا ومع التعرف على الأنماط نسترجع المواقف المشابهة ونتمكن من الإجابة عنها عصبيًا بناءً على كيفية قيامنا سابقًا بذلك، إنه ببساطة نفس الموقف مقارنة بالتجارب السابقة.

وأخيرًا، وأثناء قيامك بتطوير بطاقة أداء المستشارين الخاصة بك، حدد أنواع المشكلات التي تتوقع مواجهتها، ثم قم بتعيين بطاقة للبحث عن الأشخاص من الذين تمتلئ عقولهم بمشكلات مماثلة، على سبيل المثال، إذا كنت تدير شركة إنشاءات متوسطة الحجم، فقد يكون الملياردير رئيس مجلس إدارة إحدى الإمبراطوريات الإعلامية أقل قدرة في التعرف على الأنماط من نائب الرئيس الذي يدير قسمًا من أعمال النقل بالشاحنات.

ست خطوات للوصول إلى المستشارين المناسبين

عليك اتخاذ الست خطوات التالية قبل التحدث إلى أحد المستشارين لتزيد من قيمة تفاعلك معهم وتساعد على توطيد علاقتك بهم.

 

أولًا: عليك أن تدرك أن أغلبهم سيعطونك عددًا محدودًا من الكلمات

وتتمثل تلك الاستراتيجية الأكثر حكمة في الاستفادة من التفاعلات الأقصر والأكثر تأثيرًا، مقابل عدد قليل جدًا من عمليات تبادل الحديث بصورة مطولة.

 

ثانيًا: قم بإعداد مجموعة من الملاحظات قبل مناقشتك

لا شك أنهم سيساعدونك على تنظيم أفكارك، مما سيختصر الوقت المطلوب لشرح سؤالك ويزيد الوقت المتاح لك للاستماع والتعلم، وهو ما أشار له “جون إلواي” الذي كان رجل أعمال نشطًا تمكن من بناء فرنشايز سيارات ناجح تم بيعه مقابل 82 مليون دولار، في بيانه حينما قال: “لا أستطيع أن أفكر إذا كُنت أتحدث، الطريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها أن أفكر هي سماع آراء الآخرين ومعرفة السبب”.

 

ثالثًا: ابدأ المحادثة بنفس الطريقة التي تبدأ بها اجتماعًا يتم إدارته بشكل جيد

عليك توضيح المشكلة التي تحاول حلها أو الفرصة التي تحاول اغتنامها،  افعل ذلك بشكل صريح ومباشر، على سبيل المثال، “أريد نصيحتك بشأن ما إذا كنت أريد…الخ”، فمن خلال كونك واضحًا، سيركز مستشاروك على القضية الرئيسية، وسيختصرون أسئلتهم التوضيحية على ما هو ذي صلة بمشكلتك أو فرصتك، وستركز في نصائحهم على وجه التحديد وهو ما يهمك أكثر.

 

رابعًا: استخدام ملاحظاتك في الواقع يقدم المعلومات الأساسية

على الرغم من أن الوضع قد يكون جديدًا بالنسبة لك، فإن مستشاريك سيحتاجون إلى بيانات تكميلية أقل مما تعتقد بسبب التعرف على الأنماط، ويمكنهم دائمًا طلب معلومات إضافية إذا لزم الأمر، لقد أجريت سابقًا العديد من المكالمات مع أشخاص يقضون كل الوقت تقريبًا في تقديم معلومات أساسية، ولم يتبق لي سوى دقائق معدودة في النهاية لتقديم ملاحظاتي.

 

خامسًا: اعرض أفكارك حول ما تعتقد أنه يجب عليك فعله

ولكن لا تعرضها بناءً على توصيتك، وكن واضحًا أنك تريد فقط توفير نقطة بداية، وقم بإيضاح الشكوك التي تنتابك، بالطبع أنت لا تبحث عن الطمأنينة، لذلك، ولهذا السبب اتصلت بهم، ومن خلال تعزيزهم لمهاراتك في حل المشكلات، سوف يساعدونك في صياغة الموقف، وبمرور الوقت ستساعدك هذه الخطوة على تحسين التعرف على الأنماط الخاصة بك.

 

سادسًا: بعد القيام بالخمس خطوات السابقة

اصمت، وقاوم الرغبة في التعليق على كل ما يقولونه، أو تطرق إلى مواضيع جانبية تستغرق وقتًا طويلًا للرد على أفكارهم، إنه هو الوقت المناسب للتركيز على أفكارهم وحلولهم، أو تجاهلها.

بقلم / ديفيد دودسون

المشاركات